الثلاثاء، 1 مايو 2012

المكتبات المدرسية ومقوماتها المادية


I.    المقومات المادية للمكتبة المدرسية: تشتمل المقومات المادية للمكتبة على أربعة جوانب أساسية، هي:
-         مبنى المكتبة (قاعة المكتبة).
-         الأثاث.
-         أجهزة العروض الصوتية والضوئية.
-         مجموعات المواد.
1)   مبنى المكتبة: وهو المرتكز الذي تعتمد عليه المكتبة في تقديم خدماتها، ولا توجد خدمة مكتبية حقيقة بدون مبنى مناسب تمارس فيه الخدمة. حيث يركز المكتبيون على ضرورة توافر عدد من المواصفات التي تجعل من مبنى المكتبة مكانا مناسبا لأداء وظائفها وخدماتها. ومن هذه المواصفات ما يلي:
-         مناسبة الموقع.
-         جودة التهوية والإضاءة الطبيعية.
-         توافر المساحة الكافية.
1.   الموقع: يمثل موقع المكتبة الجيد أحد المقومات الأساسية في تقديم الخدمة المكتبية المدرسية بصورة أكثر فاعلية. حيث يختار موقع المكتبة في مكان متوسط بالمدرسة، يسهل الوصول إليه ، ويتوافر فيه الهدوء والبعد عن الضوضاء بما يسمح للمطالعين والمستفيدين بالتركيز في القراءة، وعند إستخدام مصادر المعرفة المختلفة[1].
وفي هذا الصدد يمكن تميز ثلاث حالات:
-         إنشاء مبنى خاص بالمكتبة:  وهي الحالة المثالية لإمكانية تصميم مقرها وفق أحدث المقاييس الهندسية للمكتبات ومستلزماتها، لما تستوجبه لوظائفها واحتياجات روادها. وتنطبق هذه الحالة على المدارس الجديدة.
-         تهيئة أو تحوير مبنى قائم:  يكون المقر غير مخصص أصلا ليكون مكتبة مدرسية إلا أنه يحور لهذا الغرض بعد إدخال تعديلات عليه، وتنطبق على تحويل صف إلى مكتبة أو وهب جزء من مبنى قديم مجاور ليكون مكتبة مدرسية.
-         توسيع المقر الموجود: إضافة أجزاء لاحقة وملاصقة للمبنى الموجود ولكن بنفس الهندسة والشروط المكتبية، وتنطبق على الكثير من المكتبات عموما. كما نعلم جميعا فإن المكتبات تنمو بسرعة كبيرة نتيجة لنمو مجموعاتها من ناحية، وتطور خدماتها من ناحية أخرى.
2.   الشروط: هي مجموعة من الخصائص الفنية المكتبية التي يجب أن توفرها عند إعداد المبنى وتتمثل في :
أ- سهولة الوصول إلى موقع المكتبة :  يفضل أن تكون في وسط تجمع مباني المدرسة حتى تكون أقرب للطلبة والمدرسين، وتمثل هذه المركزية محورية العملية التربوية في التعليم الحديث حيث غدت المكتبة مركزا لمصدر المعلومات.
وإذا دعت الضرورة إلى تحوير قاعة تدريس إلى مكتبة يفضل توسطها سائر القاعات، وإذا كان المبنى جديدا فوجب توسطه المؤسسة التربوية ويفضل أيضا وقوع المكتبة في الطابق السفلي تسهيلا للحركة وتيسيرا لتنقل الأشخاص وخدماتهم المكتبية.
ب - مساحة المكتبة :  حظيت معايير المكتبة المدرسية باهتمامات التربويين أولا فجمعيات المكتبات لاحقا، وظهرت المواصفات المكتبية كما تؤكد معايير إفلا IFLA )الإتحاد الدولي لجمعيات المكتبات) سنة 1990 على إيجاد قاعة مكتبة مدرسية على الأقل لاستيعاب 30 طالبا أو حوالي 10% من طلبة المدرسة.
وعلى العموم فإن الحد الأدنى للمواصفات والمعايير يكون وفق حجم المؤسسة التعليمية وعدد طلابها وحسب إمكانياتها ومتطلبات خدماتها.
جـ-  اتجاه المكتبة : يجب أن يكون المبنى موجها بشكل يسمح بالاستفادة من نور الإضاءة الطبيعية، وأن يطل على الحديقة أو القسم الأخضر لما يدخله من طمأنينة في نفس القارئ طالبا أو معلما أو غيرهما.
د- جودة التهوية والإضاءة الطبيعية: يشترط في مبنى المكتبة الجيد توافر التهوية والإضاءة الطبيعية ، إذ أن تواجد عدد كبير من التلاميذ أو الطلاب بالمكتبة في وقت واحد، وقد يكون بصحبتهم عدد من المدرسين، يتطلب توافر الهواء النقي الذي يتجدد بإستمرار، لتوفير جو صحي يتيح للمستفيدين إستخدام المكتبة ومصادرها في جو منعش وبدون مضايقات أو إحساس بكثافة الهواء. كذلك الحال بالنسبة للإضاءة الطبيعية التي لا تعدلها أي إضاءة صناعية، إذ أن الإضاءة الطبيعية تتيح القراءة في جو طبيعي لا يجهد العين[2].
ومن المناسب للمكتبة ألا يكون بها كثير من النوافذ والفتحات التي قد تمنع تنظيم أرفف الكتب بمحاذاة الجدران الداخلية ، وعلى كل فإن النوافذ التي ترتفع فوق مستوى دواليب الكتب لا تشغل حيزا من الجدران وتتيح تنظيم الأرفف بحرية تامة.
 ه- الهدوء في المكتبة:  تراعي الهيئات الفنية والتربوية شرط الهدوء في المكتبة ويفضل إنشاؤها في محيط وسطي هادئ لأكثر من المرافق الأخرى، مع تجنب اعتبار المكتبة كموقع لاستراحة الطلاب أثناء الفراغ لما يسببه من تشويش على المطالعين وتشتت الذهن. ويفضل التفكير في استخدام مواد عازلة للصوت مثل الأثاث والموكيت لامتصاص الضجيج وللجلوس عليها أثناء ساعة القصة أو عند المطالعة الفردية .
و- مقومات الحماية: يجب تكييف المبنى صيفا وشتاء للمحافظة على درجة 20° وسطيا، ورطوبة 45ـ65° كذلك باستمرار، تفاديا للحشرات وسواها.
-         حفظ الموجودات من الغبار باعتماد نظام خاص للنوافذ.
-         الحماية ضد الحريق من أي مصدر كان كهرباء، غاز، نيران ... الخ.
-         الحماية من الماء وحفظ المكتبة من الرطوبة التي تتسرب من السقف أو الجدران وحتى الأرضية إذا ما وضعت تحتها قنوات التطهير.
-         الحماية من السرقة: يفرض على التلميذ ترك حقائبه في مدخل المكتبة والمراقبة المستمرة للكتب.
3.   تقسيم مبنى المكتبة :
يقسم مبنى المكتبة إلى ثلاثة فضاءات وهي :
أ- فضاء إداري وفني : حيث يمارس أمين المكتبة ومساعدوه نشاطهم الإداري والفنين ويضم :
*      مكتب المشرف أو أمين المكتبة فهو تربوي ومكتبي وإداري في آن واحد.
*    القسم الفني يعمل على إتمام الإجراءات المكتبية الفنية والإدارية من اقتناء وتصنيف وفهرسة وتسجيل المعاملات والعلاقات العامة والاهتمام بالمخازن. هذا فضلا عن ورش إضافية مخصصة لخدمات جمهور المستفيدين كالإعارة، وصيانة المقتنيات المكتبية وترميمها والمحافظة عليها ... الخ.
ب- فضاء مفتوح للجمهور: هو القاعات المخصصة لجمهور المستفيدين ولخدمتهم، ويضم :
*      قسم للمطالعة مخصص للمستفيدين كالطلاب مجهز بالمناضد والمقاعد ولوازم الراحة حيث تتوفر كامل المجموعات المكتبية على رفوف مفتوحة ليسهل تناولها، وربما خصصت مساحة حرة للأطفال.
*      قسم للمراجعة والعمل الجماعي خاص لأبحاث الطلاب يساعدهم المشرف.
*      قسم للمدرسين إذ يتطلبون جوا خاصا وخدمات مميزة.
*      قاعة متعددة الأهداف لإلقاء محاضرات أو تقديم عروض أو معارض... الخ.
*      قسم لإنتاج مواد تعليمية للمساهمة في شرح بعض الدروس وتوضيحها، ويمكن الاستعانة بنوادي المدرسة التربوية لأجل ذلك وتحفظ في متحف المكتبة.
*      قسم للعلوم الطبيعية يخصص للتطبيقات العلمية العملية وهو أشبه بمختبر.
جـ- قسم للحركة في المبنى : يعمل هذا القسم على الربط بين مختلف أجزء مبنى المكتبة وتوفير الأمن للأشخاص عبر مسالك طارئة مع مراعاة الأبواب الواسعة للمرور حتى للمعوقين ولنقل المجموعات المكتبية والتجهيزات على عربات، وإتاحة الفرصة للمستفيد للتنقل بسهولة داخل أجزاء المكتبة لاستخدام المواد ولتصفح الكتب بين الرفوف بحيث تكون المسافة الفاصلة مناسبة للحركة والنظر.
د- المخزن: والذي يحتوي على الكتب المرتبة بصفة خاصة ومحددة لتسهيل الوصول إليها.
إذا يجب توفير هذه الشروط للقيام بالعمل على أكمل وجه فنيا وإداريا مع حسن توزيع الأقسام المكتبية المختلفة لتتم المكتبة المدرسية مهمتها على أحسن وجه.
وقبل البدء في إقامة مبنى جديد للمكتبات المدرسية أو تعديل القائمة بالفعل يجب أن تراعي بعض المبادئ التي أوردها شعبان خليفة[3]:
v   ضرورة اشتراك أمين المكتبة مع المهندس المعماري في وضع تخطيط مبنى المكتبة وتصميمها، ذلك أن اشتراك أمين المكتبة يؤمن التصميم الداخلي للمبنى الذي يوفر احتياجات الموظفين واحتياجات القراء وخط سير المواد المكتبية. بينما المهندس المعماري يهتم أساسا بالمظهر الخارجي للمبنى وليست لديه الخبرة الكافية بالأعمال المكتبية وأقسام المكتبة الأخرى.
v   ينبغي أن توضع تصاميم متعددة لمبنى المكتبة وبفترة قابلة للتنفيذ الفعلي وتناقش هذه التصاميم على نطاق واسع من جانب كل من يهمه الأمر. و أن يراعى وضع تصميم طويل الأجل.
4.   معايير ومواصفات المبنى: لقد كان الاهتمام بالمبنى من حيث المساحة أمرا له شأن كبير عند المختصين، فقد كانوا ينظرون إلى مدى ملائمة مساحة المكتبة مع حجم تلاميذ المدرسة، وأيضا قدرتها على استيعاب المواد.  
لقد وضعت عدة معايير للحد الأدنى من المساحة التي ينبغي أن تضمنها المكتبة المدرسية، ومن أوائل هذه المعايير تقرير كارينجي الذي نشر سنة 1936م والذي دعا إلى تخصيص مساحة للطالب الواحد تتراوح ما بين (3-3.5)  متر مربع ويعتمد في تقدير المساحة على عدد التلاميذ في أكبر صف بالمدرسة[4].
كما يذكر "راي" أن مساحة المكتبة المدرسية في المملكة المتحدة وكما أقرتها جمعية المكتبات البريطانية تقدر بنحو8% من المساحة المخصصة للقطاعات الدراسية بالمدرسة ، وبما يسمح باستيعاب 10%من مجموع طلاب المدرسة في وقت واحد بحيث يكون نصيب الطالب الواحد من مساحة المكتبة نحو 03امتار مربعة[5].
أما تقرير جمعية المكتبات الأمريكية الصادرة سنة1945 فيقترح تخصيص مساحة المكتبة (312,5) متر مربع للمدرسة التي تضم 200 تلميذ. ومساحة قدرها (625)متر مربع للمدرسة التي تضم أكثر من ألف تلميذ[6].
أما لجنة المكتبات المدرسية بجمعية المكتبات الأمريكية فقد وضعت معايير بالنسبة للمساحات المطلوبة لوحدات المكتبة المدرسية يوضحها الجدول رقم (01).
الجدول رقم01)):
الموقع المقترح
المساحة
 مكتب الإعارة
25 م
 قاعة المطالعة والاستماع
15-30% من المساحة الكلية أو 3 م لكل تلميذ
قاعات بحث ومناقشة
50 م
قاعة للاجتماعات
50 م
الإدارة وملحقاتها
100 م
مساحات عمل
100 م
مخزن
250 م
معمل للأوعية السمعية البصرية
50 م
حجرة مظلمة للعرض
100 م
قاعة للدوريات و أستوديو للإذاعة المرئية والمسموعة
100 م
             مساحات وحدات المكتبة المدرسية حسب الجمعية الأمريكية للمكتبات


[1] - كاظم، مدحت، عبد الشافي، حسن/ الخدمة المكتبية المدرسية: مقومتها- تنظيمها- أنشطتها.القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 1993. ص305.
[2] - كاظم، مدحت، عبد الشافي، حسن. المرجع السابق ص42.

[3] - شعبان، عبد العزيز خليفة. "مباني المكتبات المدرسية وتجهيزاتها".-مجلة المكتبات والمعلومات العربية.س2،ع2،افريل1982.- ص27-45
  [4]- Sheila G. Ray. Library service to Schools.-  2nd ed … London: the library Association, 1972, P.15.                                                                                                                                                                                     
[5] - شعبان، خليفة. المكتبات ومراكز المعلومات في قطر.- الدوحة. جامعة قطر، 1992.-ص34
[6]- محمد ماهر، حمادة، علي، القاسمي. تنظيم المكتبات المدرسية.- بيروت: مؤسسة الرسالة، 1981.-ص124

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق